ولما ذكر آخر الأمم المهلكة بعامة وأولها، وكان إهلاكهما بالماء، ذكر من بينهما ممن أهلك بغير ذلك، إظهارا للقدرة والاختيار، وطوى
[ ص: 387 ] خبرهم بغير العذاب لأنه كما مضى في سياق الإنذار فقال:
وعادا أي ودمرنا
عادا بالريح
وثمود بالصيحة
وأصحاب الرس أي البئر التي هي غير مطوية; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير :
والرس في كلام
العرب كل محفور مثل البئر والقبر ونحو ذلك. أي دمرناهم بالخسف
وقرونا بين ذلك أي الأمر العظيم المذكور، وهو بين كل أمتين من هذه الأمم
كثيرا وناهيك بما يقول فيه العلي الكبير: إنه كثير; أسند
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي في تفسير
أمة وسطا في البقرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد العصر، فما ترك شيئا إلى يوم القيامة إلا ذكره في مقامه ذلك حتى إذا كانت الشمس على رؤوس النخل وأطراف الحيطان قال: "أما إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا، ألا وإن هذه الأمة توفي سبعين أمة هي آخرها وأكرمها على الله عز وجل" . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الفتن
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في الفتن أيضا لكن ببعضه وليس عند واحد منهم اللفظ المقصود من السبعين
[ ص: 388 ] أمة، وفي بعض ألفاظهم وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيء وهذا يدل على أن الذي كان قد بقي من النهار نحو العشر من العشر، وهذا يقتضي إذا اعتبرنا ما مضى لهذه الأمة من الزمان أن يكون الماضي من الدنيا من خلق
آدم عليه السلام في يوم الجمعة الذي يلي الستة الأيام التي خلقت فيها السماوات والأرض أكثر من مائة ألف سنة - والله أعلم.