ولما كان الخروج عن مثل هذا مما يستنكر ، أشار إلى عظمة القدرة
[ ص: 42 ] عليه بقوله :
كذلك أي : مثل ذلك الإخراج العجيب الذي أراده
فرعون من قومه في السرعة وكمال الهيبة أخرجناهم نحن بأن يسرنا له ولهم ذلك ، ووفرنا لهم الأسباب ، لما اقتضته حكمتنا ، أو مثل ذلك الخروج الذي قصصناه عليك أخرجناهم ، أي : كان الواقع من خروجهم مطابقا لما عبرنا به عنه ، أو الأمر الذي قصصناه كله كما قلنا [و] أولها أقعدها وأحسنها وأجودها
وأورثناها أي : تلك النعم السرية بمجرد خروجهم بالقوة وبإهلاكهم بالفعل
بني إسرائيل أي : جعلناهم بحيث يرثونها لأنا لم نبق لهم مانعا يمنعهم منها بعد أن كانوا مستبعدين تحت أيدي أربابها ، وأما إرثهم لها بالفعل ففيه نظر لقوله في الدخان
قوما آخرين