قالوا مبتهجين بسؤاله ، مظهرين الافتخار في جوابهم بإطالة الكلام :
نعبد أصناما فنظل أي : فيتسبب عن عبادتنا لها أنا نوفي حق العبادة بأن ندوم
لها عاكفين أي : مطيفين بها على سبيل المواظبة متراكمين بعضنا خلف بعض حابسين أنفسنا تعظيما
[ ص: 48 ] لها ، فجروا على منوال هؤلاء في [داء] التقليد الناشئ عن الجهل بنفس العبادة [و]بظنهم مع ذلك أنهم على طائل كبير ، وأمر عظيم ، ظفروا به ، مع غفلة الخلق عنه -كما دل عليه خطابهم في هذا الكلام الذي كان يغني عنه كلمة واحدة- وهذا [هو] الذي أوجب تفسير الظلول بمطلق الدوام وإن كان معناه الدوام بقيد النهار ، وكأنهم قصدوا بما يدل على النهار -الذي هو موضع الاشتغال والسهرة- الدلالة على الليل من باب الأولى ، مع شيوع استعماله أيضا مطلقا نحو
فظلت أعناقهم لها خاضعين [وزاد قوم
إبراهيم عليه السلام أن استمروا على ضلالهم وأبوه معهم فكانوا حطب النار ، ولم يتمكن من إنقاذهم من ذلك ، ولم تكن لهم حيلة إلا دعاؤهم ، فهو أجدر بشديد الحزن وببخع نفسه عليهم وهو موضع التسلية].