ولما كانت الجواهر متساوية في أنها مخلوقات الله ، وإنما تتشرف بآثارها ، فالآدمي إنما يشرف أو يرذل بحاله من قاله وفعاله ، أشار إلى أنه إنما يعتبر ما هم عليه الآن من الأحوال الرفيعة ، والأوصاف البديعة ، فلذلك
قال نافيا لعلمه بما قالوه في صورة استفهام إنكاري :
وما أي : وأي شيء
علمي بما كانوا يعملون أي : قبل أن يتبعوني ، أي : وما لي وللبحث عن ذلك ، إنما لي ظاهرهم الآن وهو
[ ص: 65 ] خير ظاهر ، فهم الأشرفون وإن كانوا أفقر الناس وأخسهم نسبا ، فإن
الغنى غنى الدين ، والنسب نسب التقوى .