ولما فرغ من الدعاء إلى الأصل ، وهو
الإيمان بالرسول والمرسل ، أتبعه إنكار بعض ما هم عليه مما أوجبه الكفر ، وأوجب الاشتغال به الثبات على الغي ، واعظا لهم [بما] كان لمن قبلهم من الهلاك ، مقدمة على زيادة التأكيد في التقوى والطاعة لأن حالهم حال الناسي لذلك الطوفان ، الذي أهلك الحيوان ، وهدم البنيان فقال :
أتبنون بكل ريع أي : مكان مرتفع; قال
أبو حيان : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : الريع الطريق. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : الفج بين الجبلين ، وقيل : السبيل سلك أم لم يسلك. وأصله في اللغة : الزيادة ،
آية أي : علامة على شدتكم لأنه لو كان لهداية أو نحوها لكفى بعض الأرياع دون كلها.
ولما كان إقامة الدليل على قوتهم بمثل ذلك قليل الجدوى عند التأمل ، قال :
تعبثون والعاقل ينبغي له أن يصون أوقاته النفيسة
[ ص: 70 ] عن العبث الذي لا يكون سبب نجاته ، وكيف يليق ذلك بمن الموت من ورائه.