وتذرون أي : تتركون لهذا الغرض
ما خلق لكم أي : النكاح
ربكم المحسن إليكم
من أزواجكم أي : وهن الإناث ، على أن "من" للبيان ، ويجوز أن تكون مبعضة ، ويكون المخلوق كذلك هو القبل.
ولما كانوا كأنهم قالوا : نحن لم نترك أزواجنا ، حملا لقوله على
[ ص: 82 ] الترك أصلا ورأسا وإن كانوا قد فهموا أن مراده تركهن حال الفعل في الذكور ، قال مضربا عن مقالهم هذا المعلوم تقديره لما أرادوه به ، حيدة عن الحق ، وتماديا في الفجور :
بل أنتم قوم عادون أي :
تركتم الأزواج بتعدي الفعل بهن وتجاوزه إلى الفعل بالذكران ، وليس ذلك ببدع من أمركم ، فإن العدوان -الذي هو مجاوزة الحد في الشر - وصف لكم أنتم عريقون فيه ، فلذلك لا تقفون عند حد حده الله تعالى.