ولما كان كأنه قيل : ما الذي تنعى فيه؟ قال : [مبينا أن داءهم
[ ص: 87 ] حب المال ، المفضي لهم إلى سوء الحال ، ]
أوفوا الكيل أي : أتموه إتماما لا شبهة فيه إذا كلتم كما توفونه إذا اكتلتم لأنفسكم ، ولما أمرهم بالإيفاء نهاهم عن النقص على وجه أعم فقال :
ولا تكونوا أي : كونا هو كالجبلة ، ولعله إشارة إلى ما يعرض من نحو ذلك من الخواطر أو الهيئات التي يغلب الإنسان فيها الطبع ثم يرجع عنها رجوعا يمحوها ، ولذلك قال :
من المخسرين أي : الذين يخسرون -أي : ينقصون- أنفسهم أديانها بإخسار الناس دنياهم بنقص الكيل أو غيره من أنواع النقص من كل ما يوجب الغبن ، فتكونوا مشهورين بذلك بين من يفعله.