ولما كان
عذاب العاصي يتوقف على العلم المحيط بأعماله ، والقدرة على نكاله ، استأنف تعالى الحكاية عنه في تنبيهه لهم على ذلك بقوله :
قال مشيرا إلى أنه لا شيء من ذلك إلا إلى من أرسله ، وهو
[ ص: 91 ] متصف بكلا الوصفين ، وأما هو فإنه وإن كان عالما فهو قاصر العلم فهو غير قادر
ربي أعلم أي : مني
بما تعملون لأنه محيط العلم فهو شامل القدرة ، فهو يعلم استحقاقكم للعذاب ، ومقدار ما تستحقون [منه] ووقت إنزاله ، فإن شاء عذبكم ، وأما أنا فليس علي إلا البلاغ وأنا مأمور به ، فلم أخوفكم من نفسي ولا ادعيت قدرة على عذابكم ، فطلبكم ذلك مني ظلم منكم مضموم إلى ظلمكم بالتكذيب.