يلقون السمع إلى الشياطين ، ويصغون إليهم غاية الإصغاء ، لما بينهما من التعاشق بجامع إلقاء الكذب من غير اكتراث ولا تحاش ، أو يلقي الشياطين ما يسمعونه مما يسترقون استماعه من الملائكة إلى أوليائهم ، فهم بما سمعوا منهم يحدثون ، وبما زينت لهم نفوسهم يخلطون
وأكثرهم أي : الفريقين
كاذبون فيما ينقلونه عما يسمعونه من الإخبار بما حصل فيما وصل إليهم من التخليط ، وما زادوه من الافتراء والتخبيط انهماكا في شهوة علم المغيبات ، الموقع
[ ص: 113 ] في الإفك والضلالات; قال
الرازي في اللوامع ما معناه أنه حيثما كان استقامة في حال الخيال -أي : القوة المتخيلة- كانت منزلة الملائكة ، وحيثما كان اعوجاج في حال الخيال كان منزل الشياطين، فمن ناسب الروحانيين من الملائكة كان مهبطهم عليه ، وظهورهم له ، وتأثيرهم فيه ، وتمثلهم [به] ، حتى إذا ظهروا عليه تكلم بكلامهم وتكلموا بلسانه ، ورأى بأبصارهم وأبصروا بعينيه ، فهم ملائكة يمشون على الأرض مطمئنين ،
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ومن ناسب الشياطين من الأبالسة كان مهبطهم عليه ، وظهورهم له ، [وتأثيرهم فيه] ، وتمثلهم به ، [حتى إذا ظهروا عليه تكلم بكلامهم وتكلموا بلسانه ، ورأى بأبصارهم وأبصروا] بعينيه ، هم شياطين الإنس يمشون في الأرض مفسدين - انتهى.