ولما تشوفت النفس إلى جوابهم ، أعلم سبحانه بأنهم بهتوا فقال :
قالت يا أيها الملأ ثم بينت ما داخلها من الرعب من صاحب هذا الكتاب بقولها :
أفتوني أي : تكرموا علي بالإبانة عما أفعله
في أمري هذا الذي أجيب به عن هذا الكتاب ، جعلت المشورة فتوى توسعا، لأن الفتوى الجواب في الحادثة ، والحكم بما هو صواب مستعار من
[ ص: 159 ] الفتاء في السن الذي صفوة العمر; ثم عللت أمرها لهم بذلك بأنها شأنها دائما مشاورتهم في كل جليل وحقير ، فكيف بهذا الأمر الخطير ، وفي ذلك استعطافهم بتعظيمهم وإجلالهم وتكريمهم ، فقالت :
ما كنت أي : كونا ما
قاطعة أمرا أي : فاعلته وفاصلته غير مترددة فيه
حتى تشهدون وقد دل على غزارة عقلها وحسن أدبها ، ولذلك جنت ثمرة أمثال ذلك طاعتهم لها في المنشط والمكره ، فاستأنف تعالى الإخبار عن جوابهم بقوله .