ولما فرغ [من] قصة القريب [الذي] دعا قومه فإذا هم قسمان ، بعد الغريب الذي لم يختلف عليه ممن دعاهم اثنان ، أتبعها بغريب لم يتبعه ممن دعاهم إنسان ، فقال دالا على أنه له سبحانه الاختيار ، فتارة يجري الأمور على القياس ، وأخرى على خلاف الأساس ، الذي تقتضيه عقول الناس ، فقال :
ولوطا أي : ولقد أرسلناه; وأشار إلى سرعة إبلاغه بقوله :
إذ أي : حين
قال لقومه أي : الذين كان سكن فيهم لما فارق عمه
[إبراهيم] الخليل عليه السلام وصاهرهم ، وكانوا يأتون الأحداث ، منكرا موبخا :
أتأتون ولما كان للإبهام ثم التعيين من هز النفس وترويعها ما ليس للتعيين من أول الأمر [قال] :
الفاحشة أي : الفعلة المتناهية في القبح
وأنتم تبصرون أي : لكم عقول تعرفون بها المحاسن والمقابح ، وربما كان بعضهم يفعله بحضرة بعض كما قال :
وتأتون في ناديكم المنكر فيكون حينئذ من البصر والبصيرة;