ولما كان التقدير لحكاية كلامهم الذي يشعر ببلوغ العلم ، فقالوا مقسمين جهد أيمانهم : لا تأتينا الساعة ، عطف عليه ما يدل على الشك والعمى ، وكان الأصل : وقالوا ، ولكنه قال :
وقال الذين كفروا [أي : ستروا دلائل التوحيد والآخرة التي هي أكثر من أن تحصى وأوضح من الضياء ، ] تعليقا للحكم بالوصف ، مستفهمين استفهام المستبعد المنكر :
أإذا كنا ترابا وآباؤنا وكرروا الاستفهام
[ ص: 206 ] إشارة إلى تناهي الاستبعاد والجحود وعد ما استبعدوه محالا ، فقالوا :
أإنا أي : نحن وآباؤنا الذين طال العهد بهم ، وتمكن البلى فيهم
لمخرجون أي : من الحالة التي صرنا إليها من الموت والبلى إلى ما كنا عليه قبل ذلك من الحياة والقوة ، .