[ ص: 232 ] بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الإعانة ، وصلى الله على أسعد مخلوقاته وزين عباده سيدنا
محمد وآله وصحبه
سورة القصص
مقصودها التواضع لله ، المستلزم لرد الأمر كله إليه ، الناشئ عن الإيمان بالآخرة ، الناشئ عن الإيمان بنبوة
محمد صلى الله عليه وسلم ، الثابتة بإعجاز القرآن ، المظهر للخفايا على لسان من لم يتعلم علما قط من أحد من الخلق ، المنتج لعلو المتصف به ، وذلك هو المأخوذ من تسميتها بالقصص الذي حكم لأجله
شعيب بعلو
الكليم عليهما السلام على من ناواه ، وقمعه لمن عاداه ، فكان المآل وفق ما قال "بسم الله" الذي اختص بالكبرياء والعظمة ، فألبس خدامه من ملابس هيبته "الرحمن" الذي عم بنعمة البيان ، حتى أهل الكفران "الرحيم" الذي
[ ص: 233 ] خص بنعمة ما بعد البعث أهل الإيمان.
لما ختم تلك بالوعد المؤكد بأنه يظهر آياته فتعرف ، وأنه ليس بغافل عن شيء ، تهديدا للظالم ، وتثبيتا للعالم ، وكان من الأول ما يوحيه في هذه من الأساليب المعجزة من خفايا علوم أهل الكتاب ، فلا يقدرون على رده ، ومن الثاني ما صنع
بفرعون وآله ، قال أول هذه :
طسم مشيرا بالطاء المليحة بالطهر والطيب إلى خلاص بني إسرائيل بعد طول ابتلائهم المطهر لهم عظيم ، وبالسين الرامزة إلى السمو والسنا والسيادة إلى أن ذلك يكون بمسموع من الوحي في ذي طوى من
طور سيناء قديم ، وبالميم المهيئة للملك والنعمة إلى قضاء من الملك الأعلى بذلك كله تام عميم.