ولما قال هذا مريدا به - كما تقدم - إيقاف قومه عن اتباع الحق ، أتبعه تعالى الإشارة إلى أنهم فعلوا ما أراد ، [وإن] كان ذلك هو الكبر عن الحق فقال تعالى :
واستكبر أي : وأوجد الكبر بغاية الرغبة فيه
هو بقوله هذا الذي صدهم به عن السبيل
وجنوده بانصدادهم لشدة رغبتهم في الكبر على الحق والاتباع للباطل
في الأرض أي : أرض
مصر ، ولعله عرفها إشارة إلى أنه لو قدر على ذلك في غيرها فعل
بغير الحق أي : استكبارا مصحوبا بغير هذه الحقيقة ، والتعبير
[ ص: 297 ] بالتعريف يدل على أن التعظيم بنوع من الحق ليس كبرا وإن كانت صورته كذلك ، وأما تكبره سبحانه فهو بالحق كله ، وعطف على ذلك ما تفرع عنه وعن الغباوة أيضا ولذا لم يعطفه بالفاء ، فقال :
وظنوا أي :
فرعون وقومه ظنا بنوا عليه اعتقادهم في أصل الدين الذي لا يكون إلا بقاطع
أنهم إلينا أي : إلى حكمنا خاصة الذي يظهر عنده انقطاع الأسباب
لا يرجعون أي : لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فلذلك اجترؤوا على ما ارتكبوه من الفساد.