أولئك أي : العالو الرتبة
يؤتون بناه للمفعول لأن القصد الإيتاء ، والمؤتي معروف
أجرهم مرتين لإيمانهم به غيبا وشهادة ، أو بالكتاب الأول ثم الكتاب الثاني
بما صبروا على ما كان من الإيمان قبل العيان ، بعدما هزهم إلى النزوع عنه إلف دينهم الذي كان ، وغير ذلك من امتحان الملك الديان.
ولما كان
الصبر لا يتم إلا بالاتصاف بالمحاسن والانخلاع من المساوئ ، قال عاطفا على " يؤمنون " مشيرا إلى تجديد هذه الأفعال كل حين :
ويدرءون بالحسنة من الأقوال والأفعال
السيئة أي : من ذلك كله فيمحونها بها.
[ ص: 316 ] ولما كان بعض هذا الدرء لا يتم إلا بالجود قال :
ومما رزقناهم أي : بعظمتنا ، لا بحول منهم ولا قوة ، قليلا كان أو كثيرا
ينفقون معتمدين في الخلق على الذي رزقه; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي :
قال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : قدم مع جعفر رضي الله تعالى عنه من الحبشة أربعون رجلا ، يعني : فأسلموا ، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في أموالهم ، فأتوا بها فواسوا بها المسلمين .