ولما علم بهذه الآيات حال من أصر على كفره وعمل سيئا بطريق العبارة ، وأشير إلى حال من تاب فوعد الوعد الحسن ألطف إشارة تسبب عن ذلك [التشوف إلى] التصريح بحالهم ، فقال مفصلا مرتبا على ما تقديره : هذا حال من أصر على كفره
فأما من تاب أي : عن كفره وقال :
وآمن تصريحا بما علم التزاما ، فإن الكفر والإيمان ضدان ، لا يمكن ترك أحدهما إلا بأخذ الآخر
وعمل تصديقا لدعواه باللسان
صالحا
ولما كانت النفس نزاعة إلى النقائص ، مسرعة إلى الدنايا ، أشير إلى صعوبة الاستمرار على طريق الهدى إلا بعظيم المجاهدة بقوله :
فعسى أي : فأنه يتسبب عن حاله هذا الطمع في
أن يكون أي : كونا هو في غاية الثبات
من المفلحين أي : الناجين من شر ذلك اليوم ، الظافرين
[ ص: 339 ] بجميع المراد ، باستمرارهم على طاعتهم إلى الموت ، وإنما لم يقطع له بالفلاح وإن كان مثل ذلك في مجاري عادات الملوك قطعا ، إعلاما بأنه لا يجب سبحانه شيء ليدوم حذره ، ويتقي قضاؤه وقدره ، فإن الكل منه.