ولما خوف [عباده] المحسنين والمسيئين ، وضربهم بسوط القهر أجمعين ، أشار إلى التلويح بتهديد الكاذبين في التصريح بتشويق
[ ص: 393 ] الصادقين فقال على سبيل الاستنتاج مما مضى :
من كان يرجو عبر به لأن
الرجاء كاف عن الخوف منه سبحانه :
لقاء الله أي : الجامع لصفات الكمال ، فلا يجوز عليه ترك البعث فإنه نقص ومنابذ للحكمة ، وشبه البعث باللقاء لانكشاف كثير من الحجب به وحضور الجزاء .
ولما كان المنكر للبعث كثيرا ، أكد فقال موضع : فإنه آت فليحذر وليبشر ، تفخيما للأمر وتثبيتا وتهويلا :
فإن أجل الله أي : الملك الأعلى الذي له الغنى المطلق وجميع صفات الكمال المحتوم لذلك
لآت لا محيص عنه ، فإنه لا يجوز عليه [وقوع] إخلاف الوعد ، ولذلك عبر بالاسم الأعظم ، وللإشارة إلى أن
أهوال اللقاء لا يحيط لها العد ، ولا يحصرها حد ، فليعتد لذلك بالمجاهدة والمقاتلة لنفسه من ينصحها ، وقال تعالى :
وهو أي : وحده
السميع العليم حثا على تطهير الظاهر والباطن في العقد والقول والفعل.