ولما كان - كما مضى - السياق للابتلاء ، خص بالبسط في القص
[ ص: 428 ] من لم يكن له ناصر من قومه ، أو كان غريبا منها ، ولذلك أتبع
الخليل عليه الصلاة والسلام ابن أخيه الذي أرسله الله إلى أهل
سدوم : ناس لا قرابة له فيهم ولا عشيرة ، فقال :
ولوطا أي : أرسلناه ، وأشار إلى إسراعه في الامتثال بقوله :
إذ أي : وأرسلناه حين
قال لقومه أهل
سدوم الذين سكن فيهم وصاهرهم وانقطع إليهم فصاروا قومه ، حين فارق عمه
إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام ، منكرا ما رأى من حالهم ، وقبيح فعالهم ، مؤكدا له إشارة إلى أنه - مع كونه يرونه من أعرف المعارف - جدير بأن ينكر :
إنكم لتأتون الفاحشة [أي : ] المجاوزة للحد في القبح ، فكأنها لذلك لا فاحشة غيرها ، ثم علل كونها فاحشة استئنافا بقوله :
ما سبقكم أو هي حال مبينة لعظيم جرأتهم على المنكر ، أي : غير مسبوقين
بها وأعرق في النفي بقوله :
من أحد وزاد بقوله :
من العالمين أي : كلهم فضلا عن خصوص الناس .