ولما ختم هذه الآية بما أفهم أنهم لا يعلمون ، والتي قبلها بأن أكثرهم لا يعقلون ، سبب عن ذلك قوله :
فإذا أي : فتسبب عن عدم عقلهم المستلزم لعدم علمهم أنهم إذا
ركبوا أي : البحر
في الفلك أي : السفن
دعوا الله أي : الملك الأعلى المحيط بكل شيء إذا أصابتهم مصيبة خافوا منها الهلاك
مخلصين بالتوحيد
له الدين بالإعراض عن شركائهم بالقلب واللسان ، لما هم له محققون أنه لا منجي عند تلك الشدائد غيره
فلما نجاهم أي : الله سبحانه ، موصلا لهم
إلى البر إذا هم أي : حين الوصول إلى البر
[ ص: 477 ] يشركون فصح أنهم لا يعلمون ، لأنهم لا يعقلون ، حيث
يقرون بعجز آلهتهم ويشركونها معه ، ففي ذلك أعظم التهكم بهم; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : كانوا إذا ركبوا البحر حملوا [معهم] الأصنام ، فإذا اشتدت بهم الريح ألقوها في البحر وقالوا يا رب! يا رب.
وقال
الرازي في اللوامع : وهذا دليل على أن
معرفة الرب في فطرة كل إنسان ، وأنهم إن غفلوا في السراء فلا شك أنهم يلوذون إليه في حال الضراء - انتهى. فعلم أن
الاشتغال بالدنيا هو الصاد عن كل خير وأن الانقطاع عنها معين للفطرة [الأولى المستقيمة ، ولهذا نجد الفقراء أقرب إلى كل خير.