ولما كان من أعجب العجب أن من يدعي العقل يصر على التكذيب بالحق، ولا يصغي لدليل، ولا يهتدي لسبيل، قال مستأنفا في جواب من سأله: هل يكون مثل هذا الطبع؟ ومرغبا في العلم:
كذلك أي مثل هذا الطبع العظيم جدا، ولما كان كون الشيء الواحد لناس هداية ولناس ضلالة جامعا إلى العظمة تمام العلم والحكمة، صرف الخطاب عنها إلى الاسم الأعظم الجامع فقال:
يطبع الله أي الذي لا كفؤ له، فمهما أراد كان، عادة مستمرة، ونبه على كثرة المطبوع عليهم بجمع الكثرة فقال:
على قلوب الذين لا يعلمون أي لا يجددون - أي لعدم القابلية - العلم بأن لا يطلبوا علم ما يجهلونه مما حققه هذا الكتاب من علوم الدنيا والآخرة رضى منهم بما عندهم من جهالات سموها دلالات، وضلالات ظنوها هدايات وكمالات.