ولما ثبت ذلك كله سبب عنه تهديدهم على الإعراض بقوله - منبها بالتعبير بأداة الشك على أنه لا يعرض عن هذا المحل البين إلا من كان عالما بأنه مبطل، ومثل ذلك لا يظن بذي عقل ولا مروءة،
[ ص: 446 ] فمن حق ذكره أن يكون من قبيل فرض المحالات:
فإن تولوا أي عن إجابتك إلى ما تدعو إليه
فإن الله أي المحيط بكل شيء قدرة وعلما
عليم بهم، هكذا كان الأصل، فعدل عنه لتعليق الحكم بالوصف تنفيرا من مثل حالهم فقال:
بالمفسدين أي فهو يحكم فيهم بعلمه فينتقم منهم لفسادهم بعزته انتقاما يتقنه بحكمته فينقلبون منه بصفقة خاسر ولا يجدون من ناصر.