ولما كان من أعظم أذاه صلى الله عليه وسلم أذى من تابعه، وكان الأتباع لكونهم غير معصومين يتصور أن يؤذوا بالحق، قال مقيدا للكلام بما يفهم:
والذين يؤذون المؤمنين أي الراسخين في [صفة] الإيمان
والمؤمنات كذلك. ولما كان الأذى بالكذب أشد [في] الفساد وأعظم في الأذى قال:
بغير ما اكتسبوا أي بغير شيء واقعوه متعمدين له حتى أباح أذاهم
فقد احتملوا أي: كلفوا أنفسهم أن حملوا
بهتانا أي: كذبا وفجورا زائدا على الحد موجبا للخزي في الدنيا، ولما كان من الناس من لا يؤثر فيه العار، وكان الأذى قد يكون بغير القول، قال:
وإثما مبينا أي: ذنبا ظاهرا جدا موجبا للعذاب في الأخرى.