ولما كان المؤذون بما مضى وغيره أهل النفاق ومن داناهم، حذرهم بقوله مؤكدا دفعا لظنهم الحلم عنهم:
لئن لم ينته أي: عن الأذى
المنافقون أي: الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام
والذين في قلوبهم مرض أي: مقرب من النفاق حامل على المعاصي
والمرجفون في المدينة وهم الذين يشيعون الأخبار المخيفة لأهل الإسلام التي تضطرب لها القلوب سواء كانوا من القسمين الأولين أم لا
لنغرينك بهم بأن نحملك على أن تولع [بهم] بأن نأمرك بإهانتهم ونزيل الموانع من ذلك، ونثبت الأسباب الموصلة إليه حتى تصير لاصقا بجميع أموالهم لصوق الشيء الذي يلحم بالغراء فلا يقدروا على الانفكاك عن شيء مما تفعله بهم إلا بالبعد من المدينة بالموت أو الرحيل إلى غيرها، وهذا معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما كما رواه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: "لنسلطنك".
ولما كان نزوحهم عن
المدينة مستبعدا عنهم جدا، وكان أعظم رتبة في أذاهم من غيره، لأن الإخراج من الأوطان من أعظم الهوان،
[ ص: 414 ] أشار إليه بأداة التراخي فقال:
ثم لا يجاورونك فيها أي: بعد محاولتك لهم
إلا قليلا أي: من الزمان بقدر ما يمكن لك المضارب فتعظم عليهم المصائب.