ولما كانوا بين أمرين: إما أن يسكتوا فيعلم كل سامع أن الحجة لزمتهم، وإما أن يقولوا بوقاحة ومكابرة: أنتم في الضلال ونحن على الهدى، وكان الضال لا يزال يقطع ما ينبغي وصله بوصل ما يجب قطعه،
[ ص: 501 ] أمره أن يجيبهم على هذا التقدير بما [هو] أبلغ في الإنصاف من الأول بقوله:
قل لا تسألون أي من سائل ما
عما أجرمنا أي قطعنا فيه ما ينبغي أن يوصل مما أوجبه لنا الضلال
ولا نسأل أي أصلا في وقت من الأوقات [من سائل ما]
عما تعملون أي مما بنيتموه على العلم الذي أورثكموه الهدى أي فاتركونا والناس غيركم كما أنا نحن تاركوكم، فمن وضح له شيء من الطريقين سلكه.