ولما بطلت تمسكاتهم، وتقطعت تعلقاتهم، تسبب عن ذلك تقريعهم الناشئ عنه تنديمهم بقوله بلسان العظمة:
فاليوم أي يوم مخاطبتهم
[ ص: 522 ] بهذا التبكيت وهو يوم الحشر
لا يملك [أي] شيئا من الملك
بعضكم لبعض أي من المقربين والمبعدين. ولما كان المدار على الخلاص والسياق للشفاعة، قدم النفع فقال:
نفعا وأكمل الأمر بقوله:
ولا ضرا تحقيقا لقطع جميع الأسباب التي كانت في دار التكليف من دار الجزاء التي المقصود فيها تمام إظهار العظمة لله وحده على أتم الوجوه.
ولما كان المعنى: فاليوم نسلب الخلائق ما كنا مكناهم منه في الدنيا من التنافع والتضارر. وتلاشى بذلك كل شيء سواه، أثبت لنفسه المقدس ما ينبغي، فقال عاطفا على هذا الذي قدرته:
ونقول أي في ذلك الحال من غير إمهال ولا إهمال
للذين ظلموا أي بوضع العبادة في غير موضعها ولا سيما من ضم إلى ذلك إنكار المعاد عند إدخالنا لهم النار:
ذوقوا عذاب النار ولما لم يتقدم للعذاب وصف بترديد - كما تقدم في السجدة - ولا غيره، كان المضاف [إليه] أحق بالوصف لأنه المصوب إليه بالتكذيب فقال:
التي كنتم أي جبلة وطبعا
بها تكذبون