ولما كان الرافع رأسه غير ممنوع من النظر أمامه؛ قال:
وجعلنا ؛ أي: بعظمتنا؛ ولما كان المقصود حجبهم عن خير مخصوص؛ وهو المؤدي إلى السعادة الكاملة؛ لا عن كل ما ينفعهم؛ أدخل الجار؛ فقال:
من بين أيديهم ؛ أي: الوجه الذي يمكنهم علمه؛
سدا ؛ ولما كان الإنسان إذا انسدت عليه جهة مال إلى أخرى؛ قال:
ومن خلفهم [ ص: 98 ] أي: الوجه الذي هو خفي عنهم؛ وأعاد السد تأكيدا لإنكارهم ذلك؛ وتحقيقا لجعله؛ فقال:
سدا ؛ أي: فصارت كل جهة يلتفت إليها منسدة؛ فصاروا لذلك لا يمكنهم النظر إلى الحق؛ ولا الخلوص إليه؛ فلذلك قال:
فأغشيناهم ؛ أي: جعلنا على أبصارهم؛ بما لنا من العظمة؛ غشاوة
فهم ؛ أي: بسبب ذلك؛
لا يبصرون ؛ أي: لا يتجدد لهم هذا الوصف من إبصار الحق؛ وما ينفعهم ببصر ظاهر؛ وبصيرة باطنة أصلا؛