ثم نبههم على الداعي إلى اتباعهم؛ والمانع من الإعراض عنهم؛ بقوله - معيدا الفعل؛ دلالة على شدة اهتمامه به -:
اتبعوا ؛ أي: بغاية جهدكم؛
من لا يسألكم ؛ أي: في حال من الأحوال؛
أجرا ؛ ولما كان أفرد الضمير؛ نظرا إلى لفظ "من"؛ دلالة على وجوب الاتباع لمن اتصف بهذا الأمر الدال على الرسالة؛ وإن كان واحدا؛ جمع؛ بيانا للأولوية بالتضافر؛ والتعاضد؛ والاتفاق في الصيانة؛ والبعد عن الدنس؛ الدال على اتحاد القصد الدال على تحتم الصدق؛ فقال:
وهم مهتدون ؛ أي: ثابت لهم الاهتداء؛ لا يزايلهم؛ ما قصدوا شيئا إلا أصابوا وجه صوابه؛ فتفوزوا بالدين الموجب للفوز بالآخرة؛ ولا يفوتكم شيء من الدنيا؛ فأتى بمجامع الترغيب في هذا الكلام الوجيز.