ولما كان قد أنجى - سبحانه - آباءنا حين حمله في ذلك الماء؛ الذي لم يكن مثله قط؛ وكان ربما ظن أن الإنجاء لسر من الأسرار غير
[ ص: 135 ] إرادته؛ جعل أمر ما خلق من مثله تارة؛ وتارة ليعرف أن ذلك هو بصنعه؛ فتشكر نعمته أولا وآخرا؛ فقال:
وإن نشأ ؛ أي: لأجل ما لنا من القوة الشاملة؛
نغرقهم ؛ أي: مع أن هذا الماء الذي يركبونه لا يعشر ذلك الذي حملنا فيه آباءهم؛
فلا صريخ لهم ؛ أي: مغيث ينجيهم مما نريد بهم من الغرق؛
ولا هم ؛ أي: بأنفسهم؛ من غير صريخ؛
ينقذون ؛ أي: يكون لهم إنقاذ؛ أي: خلاص بأنفسهم؛ أو غيرها.