ولما كان هذا الإحضار بسبب العدل؛ وإظهار جميع صفات الكمال؛ قال:
فاليوم ؛ ولما كان نفي الظلم مطلقا أبلغ من نفيه عن أحد بعينه؛ وأدل على المراد؛ وأوجز؛ قال - لافتا القول عن الإظهار؛ أو الإضمار بمظهر العظمة؛ أو غيره -:
لا تظلم ؛ ولما كان التعبير
[ ص: 145 ] بما كثر جعله محط الرذائل؛ والحظوظ؛ والنقائص؛ أدل على عموم نفي الظلم؛ قال:
نفس ؛ أي: أي نفس كانت؛ مكروهة أو محبوبة؛
شيئا ؛ أي: لا يقع لها ظلم ما؛ من أحد ما؛ في شيء ما؛ ولما كانت المجازاة بالجنس أدل على القدرة؛ وأدخل في العدل؛ قال - محققا بالخطاب؛ والجمع؛ أن المنفي ظلمه كل من يصلح للخطاب؛ لئلا يقع في وهم أن المنفي ظلمه نفوس مخصوصة؛ أو نفس واحدة -:
ولا تجزون ؛ أي: على عمل من الأعمال؛ شيئا من الجزاء؛ من أحد ما؛
إلا ما كنتم تعملون ؛ ديدنا لكم؛ بما ركز في جبلاتكم.