فهم ؛ أي: البعداء؛ البغضاء؛
على آثارهم ؛ أي: التي لا تكاد تبين لأحد؛ لخفاء مذاهبها؛ لوهيها؛ وشدة ضعفها؛ وانطماس معالمها؛ لا على غيرها؛
يهرعون ؛ أي: كأنهم يلجئهم ملجئ إلى الإسراع؛ فهم في غاية المبادرة إلى ذلك؛ من غير توقف على دليل؛ ولا استضاءة بحجة؛
[ ص: 243 ] بحيث يلحق صاحب هذا الإسراع؛ من شدة تكالبه عليه؛ شيء هو كالرعدة؛ وذلك ضد توقفهم؛ وجمودهم فيما أتاهم به رسولنا - صلى الله عليه وسلم - من شجرة الزقوم؛ وغيرها؛ مما هو في غاية الوضوح؛ والجلاء؛ فأمعنوا في التكذيب به؛ والاستهزاء؛ وأصروا بعد قيام الدلائل؛ فكانوا كالجبال ثباتا على ضلالهم؛ والحجارة الصلاب الثقال؛ رسوخا في لازب أوحالهم.