ولما وثق منه؛ بادر إلى ما أمر به؛ ودل على قرب زمنه من زمن هذا القول بالفاء؛ فقال:
فلما أسلما ؛ أي: ألقيا بالفعل؛ على غاية الإخلاص؛ حين المباشرة؛ بجميع قواهما؛ في يد الأمر؛ ولم يكن عند أحد منهما شيء من إباء؛ ولا امتناع؛ ولا حديث نفس؛ في شيء من ذلك؛
[ ص: 266 ] وتله ؛ أي: صرعه
إبراهيم - عليهما السلام - صرعا جيدا سريعا؛ مع غاية الرضا منه؛ والمطاوعة من
إسماعيل - عليه السلام -؛ ودل على السرعة باللام؛ الواقعة موقع "على"؛ فقال:
للجبين ؛ أي: أحد شقي الجبهة؛ وهي هيئة إضجاع ما يذبح؛ وهذا من قولهم: تله - إذا صرعه؛ وبه سمي التل من التراب؛ و"تللت فلانا في يدك"؛ أي: دفعته سلما؛ والجبين - قال في الصحاح: فوق الصدغ؛ وهما جبينان عن يمين الجبهة؛ وشمالها.