ولما كان التقدير: ولكنه لما كان ذكارا لله في حال الرخاء؛ ذكرناه في حال الشدة؛ فأنجيناه من بطنه؛ وأخرجناه منه سالما ؛ وكان ذلك أمرا باهرا للعقل؛ أبرزه في مظهر العظمة؛ فقال:
فنبذناه ؛ أي: ألقيناه من بطن الحوت؛ إلقاء لم يكن لأحد غيره؛ وكان ذلك علينا يسيرا؛
بالعراء ؛ أي: المكان القفر؛ الواسع؛ الخالي عن ساتر من نبت؛ أو غيره؛ وذلك
بساحل الموصل؛ وقال
أبو حيان : قذفه في
نصيبين؛ من ناحية
الموصل؛ وهو سقيم ؛ أي: عليل جدا مما ناله من جوف الحوت؛ بحيث إنه كان كالطفل ساعة يولد؛ وهو إذ ذاك محمود غير مذموم؛ بنعمة الله التي تداركته؛ فكان مجتبى؛ ومن الصالحين؛