ولما كان أمرهم بالإقبال عليه؛ ونهيهم عن الإعراض عنه؛ ربما أوقع في وهم أنه غير قادر على ضبطهم؛ أو محتاج إلى ربطهم؛ أزال ذلك دالا على أنه غني عن الظلم؛ بقوله:
ولله ؛ الملك الأعلى؛
ما ؛ أي:
[ ص: 24 ] كل شيء؛ في السموات و ؛ كل؛ ما في الأرض ؛ من جوهر؛ وعرض؛ ملكا وملكا؛ ولما كان المقصود سعة الملك لم يضمر؛ لئلا يظن تخصيص الثاني بما في حيز الأول؛ فقال:
وإلى الله ؛ الذي لا أمر لأحد معه؛
ترجع الأمور ؛ أي: كلها؛ التي فيهما؛ والتي في غيرهما؛ فلا داعي له إلى الظلم؛ لأنه غني عن كل شيء؛ وقادر على كل شيء.