ولما تسبب عن دعائه الإجابة؛ أعلم به - سبحانه - بقوله:
فسخرنا ؛ أي: ذللنا؛ بما لنا من العظمة؛
له الريح ؛ لإرهاب العدو؛ وبلوغ المقاصد؛ عوضا عن الخيل؛ التي خرج عنها لأجلنا; ثم بين التسخير بقوله - مستأنفا -:
تجري بأمره رخاء ؛ أي: حال كونها لينة غاية اللين؛ منقادة يدرك بها ما لا يدرك بالخيل؛
غدوها شهر ورواحها شهر ؛ وكل من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه؛ وهو هنا مبالغة من الرخاوة؛ ولما كانت إصابته لما يشاء ملازمة لإرادته؛ عبر بها عنها؛ لأنها المقصود بالذات؛ فقال:
حيث أصاب ؛ أي: أراد إصابة شيء من الأشياء؛ وقد جعل الله
[ ص: 385 ] لنبينا - صلى الله عليه وسلم - أعظم من ذلك؛ وهو أن العدو يرعب منه إلى مسيرة شهر؛ من جوانبه الأربعة؛ فهي أربعة أشهر؛