ولما كان هذا أمرا رائعا جدا؛ زاجرا لمن له عقل فتأمله مجردا لنفسه من الهوى؛ وكانت الجدود تمنعهم عن التصديق به؛ كان موضعا لتأكيد الخبر عنه؛ فقال:
إن ذلك ؛ أي: الأمر العظيم؛ الذي تقدم الإخبار به؛
لحق ؛ أي: ثابت؛ لا بد من وقوعه؛ إذا وقع مضمونه وافق الواقع منه هذا الإخبار عنه؛ ولما كان أشق ما فيه عليهم؛ وأنكأ؛ تخاصمهم؛ جعله هو المخبر به وحده؛ فقال - مبينا له؛ مخبرا عن مبتدإ استئنافا؛ تقديره: "هو" -:
تخاصم أهل النار ؛ لأنه ما أناره لهم إلا الشر؛ والنكد؛ فسمي "تخاصما".
[ ص: 413 ]