ولما أخبرهم - سبحانه - بما يريد أن يفعل؛ سبب عنه قوله:
فإذا سويته ؛ أي: هيأته بإتمام خلقه لما يراد منه من قبول الروح؛ وما يترتب عليه؛
ونفخت فيه من روحي ؛ فصار حساسا متنفسا؛ شبه - سبحانه - إفاضته الروح؛ بما يتأثر عن نفخ الإنسان من لهب النيران؛ وغير ذلك من التحريك؛ والإسكان؛ والزيادة؛ والنقصان؛ وأضافه - سبحانه - إليه تشريفا له؛
[ ص: 420 ] فقعوا له ؛ أي: خاصة؛
ساجدين ؛ أي: اسجدوا له؛ للتكرمة؛ امتثالا لأمري؛ سجودا هو بغاية ما يكون من الطواعية؛ والاختيار؛ والمحبة؛ لتكونوا كأنكم وقعتم بغير اختيار؛ ففعلوا ما أمرهم به - سبحانه - من غير توقف؛ ولذلك ذكر فعلهم؛ مع جواز تأنيثه؛ فقال: