[ ص: 89 ] ولما كان التقدير: فلقد نصرنا
موسى رسولنا مع إبراق
فرعون وإرعاده، عطف عليه قوله دالا على الكرامة والرحمة، مؤكدا لإزالة ما استقر في النفوس من أن ملوك الدنيا لا يغلبهم الضعفاء:
ولقد آتينا أي: بما لنا من العزة
موسى الهدى أي: في الدين اللازم منه أن يكون له العاقبة وإن تناهت ضخامة من يعانده، لأنه ضال عن الهدى، والضال هالك وإن طال المدى، وذلك بما آتيناه من النبوة والكتاب.
ولما كانت النبوة خاصة والكتاب عاما قال:
وأورثنا أي: بعظمتنا
بني إسرائيل بعد ما كانوا فيه من الذل
الكتاب أي: [الذي] أنزلنا عليه وآتيناه الهدى به - وهو التوراة - إيتاء هو كالإرث لا ينازعهم فيه أحد، ولا أهل له في ذلك الزمان غيرهم، حال كونه