ولما كانوا في الدنيا قد جمعت أيديهم إلى أذقانهم بجوامع السطوة، ثم وصلت بسلاسل القهر يساقون بها عن مقام الظفر بالنجاح إلى أهويات الكفر بالجدال بالباطل ومهامه الضلال المبين كما قال تعالى
إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا الآية، فجعل باطن تلك السلاسل الدنيوية
[ ص: 114 ] والأغلال ظاهرا في ذلك المجمع قال:
إذ أي: حين تكون
الأغلال جمع غل، قال في ديوان الأدب، هو الذي يعذب به الإنسان. وقال
القزاز: الغل من الحديد معروف، ويكون من القد، وقال في "النهاية": هو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه، ويقال لها جامعة أيضا - انتهى. وأصله الإدخال، يدخل فيه العنق واليد فتجمعان به، وذلك معنى قول
الصغاني في "مجمع البحرين": في رقبته غل من حديد، وقد غلت يده إلى عنقه
في أعناقهم أي: جامعة لأيديهم إلى تراقيهم، وعبر بـ"إذ" ومعناها المضي، مع سوف ومعناها الاستقبال، لأن التعبير بالمضي إنما هو إشارة إلى تحقق الأمر مع كونه مستقبلا .
والسلاسل أي: في أعناقهم أيضا يقيدهم ذلك عن كل تصرف لكونهم لم يتقيدوا بكتاب ولا رسول، والسلسلة من: تسلسل الشيء: اضطرب، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: كأنه تصور منه تسلسل متردد، فردد لفظه تنبيها على تردد معناه، وما سلسل متردد في مقره حتى صفا، حال كونهم
يسحبون أي: بها، والسحب: الجر بعنف