ولما كان هذا القدر من العلم موجبا للانقياد لكل خير من الوحدانية وغيرها، والإقبال على الحق في كل أمر، فكان المتمادي على إعراضه قبل الوعظ [به] كأنه جدد إعراضا غير إعراضه الأول، قال مفصلا بعض قوله
فأعرض أكثرهم فإن أعرضوا أي: استمروا على إعراضهم، أو أعرض غيرهم عن قبول ما جئتهم به
[ ص: 159 ] من الذكر بعد هذا البيان الواضح في هذه الآيات التي دلت على الوحدانية والعلم والقدرة وغيرها من صفات الكمال أتم دلالة
فقل أي: لهم: إن لكم سلفا سلكتم طريقهم في العناد، فإن أبيتم إلا الإصرار ألحقناكم بهم كأمثالهم وهو معنى
أنذرتكم صاعقة أي: حلول صاعقة مهيأة لمن كشف له الأمر فعاند، فإن وظيفة الحجة قد تمت على أكمل الوجوه، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي وابن الجوزي: والصاعقة المهلكة من كل شيء - انتهى. والحاصل أنه عذاب شديد الوقع كأنه في شدة وقعه صاعقة.
ولما كان التخويف بما تسهل مشاهدة مثله أوقع في النفس قال:
مثل صاعقة عاد وثمود أي: الذين تنظرون ديارهم وتستعظمون آثارهم، وعلل إيقاع ذلك [بهم] بقوله: