ولما بين إهانتهم بالوزع، بين غاياتها فقال:
حتى إذا وأكد
[ ص: 169 ] الكلام لإنكارهم مضمونه بزيادة النافي ليكون اجتماعه مع الإثبات نفيا للضد فيفيد غاية القوة بمضمون الخبر في تحقيقه وثباته واتصاله بالشهادة على الفور فقال:
ما جاءوها أي: النار التي كانوا [بها] يكذبون
شهد عليهم حين التكوير فيها مركومين بعضهم على بعض. ولما كان في مقام الترهيب، وكان التفصيل أهول قال:
سمعهم أفرده لتقارب الناس فيه
وأبصارهم جمع لعظم التفاوت فيها
وجلودهم بما وأثبت الكون بيانا لأنهم كانوا مطبوعين على ما أوجب لهم النار من الأوزار فقال:
كانوا يعملون أي: يجددون عمله مستمرين عليه، فكأن هذه الأعضاء تقول في ذلك الحين إقامة للحجة البالغة: أيها الأكوان والحاضرون من الإنس والملائكة والجان، اعلموا أن صاحبي كان يعمل بي كذا وكذا مع الإصرار، فاستحق بذلك النار، وغضب الجبار - ثم يقذف به.