ولما تراءى [لهم] أن الذي أوجب لهم هذا السوء جلودهم
[ ص: 181 ] بالشهادة عليهم وقرناؤهم بإضلالهم لهم وكان التباغض والعداوة قد وقع بين الجميع، فصار تمني كل للآخر السوء زيادة في عذابهم، وكانت مساءة جلودهم مساءتهم، خصوا القرناء بإرادة الانتقام منهم، فحكى سبحانه قولهم بقوله عطفا على
وقالوا لجلودهم أو على ما تقديره: فعلموا حينئذ أنهم كانوا على ضلال لتقصيرهم في النظر وتقليدهم لغيرهم:
وقال الذين كفروا أي غطوا أنوار عقولهم داعين بما لو يسمع لهم، فهو زيادة في عقوبتهم، وحكايته لنا وعظ وتحذير:
ربنا أي أيها الذي لم يقطع قط إحسانه عنا
أرنا الصنفين
اللذين أضلانا عن المنهج الموصل إلى محل الرضوان
من الجن والإنس المزينين لنا ارتكاب السوء خفية وجهرا، قرأ الجماعة بكسر الراء من أرنا، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ويعقوب والسوسي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بإسكان الراء هنا خاصة.
قال
الأصبهاني: يحكى عن
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل أنك إذا قلت: أرني ثوبك - بالكسر فالمعنى بصرنيه، وإذا قلته بالسكون فهو استعطاء، ومعناه أعطني ثوبك، ونظيره اشتهار الإيتاء في معنى الإعطاء، وأصله الإحضار - انتهى.
نجعلهما تحت أقدامنا [ ص: 182 ] في النار إذلالا لهما كما جعلانا تحت أمرهما
ليكونا من الأسفلين أي من أهل الدرك الأسفل وممن هو دوننا كما جعلانا كذلك في الدنيا في حقيقة الحال بإتباعنا لهما فيما أراد بنا، وفي الآخرة بهذا المال، والظاهر أن المراد أن كل أحد يتمنى أن يعرف من أضله من القبيلتين ليفعل بهم ذلك إن قدر عليه.