ولما أتم وصف السابقين؛ وهم المتقون؛ واللاحقين؛ وهم التائبون؛ قال - معلما بجزائهم الذي سارعوا إليه من المغفرة؛ والجنة؛ مشيرا إليهم بأداة البعد؛ تعظيما لشأنهم؛ على وجه معلم بأن أحدا لا يقدر الله حق قدره -:
أولئك ؛ أي: العالو الرتبة؛
جزاؤهم مغفرة ؛ أي: لتقصيرهم؛ أو لهفواتهم؛ أو لذنوبهم؛ وعظمها بقوله:
من ربهم ؛ أي: المحسن إليهم بكل إحسان؛ وأتبع ذلك للإكرام؛ فقال:
وجنات ؛ أي جنات؛ ثم بين عظمها؛ بقوله:
تجري من تحتها الأنهار ؛ حال كونكم؛
خالدين فيها ؛ هي أجرهم على عملهم؛
ونعم أجر العاملين ؛ هي؛ هذا على تقدير أن تكون الإشارة لجميع الموصوفين؛ وإن كانت للمستغفرين خاصة؛ فالأمر واضح في نزول رتبتهم عمن قبلهم.