ولما كان السياق يرشد إلى أن المعنى: "أحسبتم أنه لا يفعل ذلك؟"؛ عادله بقوله:
أم حسبتم ؛ أي: يا من استكره نبينا على الخروج في هذا الوجه؛
أن تدخلوا الجنة ؛ أي: التي أعدت للمتقين؛
ولما يعلم الله ؛ أي: يفعل المحيط علما؛ وقدرة؛ بالامتحان؛ فعل من يريد أن يعلم؛
الذين جاهدوا منكم ؛ أي: أوقعوا الجهاد بصدق العزيمة؛ ثم أمضوه بالفعل تصديقا للدعوى؛
ويعلم الصابرين ؛ أي: الذين شأنهم الصبر عند الهزاهز؛ والثبات عند جلائل المصائب؛ تصديقا لظاهر الغرائز؛ فإن ذلك أعظم دليل على
الوثوق بالله؛ ووعده الذي هو صريح الإيمان.