ولما أثنى - سبحانه وتعالى - على فعلهم؛ أتبعه قولهم؛ فقال:
وما كان ؛ أي: شيء من القول؛
قولهم ؛ أي: بسبب ذلك الأمر الذي دهمهم؛
إلا أن قالوا ؛ أي: وهم يجتهدون في نصر دين الله؛ ناسبين الخذلان إلى أنفسهم؛ بتعاطي أسبابه
ربنا اغفر لنا ذنوبنا ؛ أي: التي استوجبنا بها الخذلان؛
وإسرافنا في أمرنا ؛ هضما لأنفسهم؛ فمع كونهم ربانيين؛ مجتهدين؛ نسبوا ما أصابهم إلى ذنوبهم؛ فافعلوا أنتم فعلهم؛ لتنالوا من الكرامة ما نالوا؛ كما أشار لكم - سبحانه وتعالى - إلى ذلك؛ قبل الأخذ في قص القصة؛ عندما وصف به المتقين؛ من قوله:
أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم [ ص: 88 ] ولما دعوا بمحو ما أوجب الخذلان؛ دعوا بثمرة المحو؛ فقالوا:
وثبت أقدامنا ؛ إشارة إلى أن
الرعب من نتائج الذنب؛ والثبات من ثمرات الطاعة –
"إنما تقاتلون الناس بأعمالكم" - ثم أشاروا إلى أن قتالهم لهم إنما هو لله؛ لا لحظ من حظوظ النفس أصلا؛ بقوله:
وانصرنا على القوم الكافرين