ولما كان التقدير: الجنة التي لمثلها يعمل العاملون، عطف عليه قوله مشيرا إلى فخامتها بأداة البعد:
وتلك الجنة أي العالية المقام
التي ولما كان الإرث أمكن للملك، وكان مطمح النفوس إلى المكنة
[ ص: 480 ] في الشيء مطلقا لا يبعد، بني للمفعول قوله تعالى:
أورثتموها ولما كان ما حصله الإنسان بسعيه ألذ في نفسه لسروره بالتمتع به وبالعمل الذي كان من سببه، قال تعالى:
بما وبين أن العمل كان لهم كالجبلة التي جبلوا عليها، فالمنة لربهم في الحقيقة بما زكى لهم أنفسهم بقوله:
كنتم تعملون أي مواظبين على ذلك لا تفترون.