ولما ذكر القتال، تشوف السامع إلى حال المقاتل من النصر والخذلان فأجاب بما يعرف بشرط النصر فقال:
يا أيها الذين آمنوا أي: أقروا بذلك وإن كان في أدنى الدرجات بما أشعرت به أداة البعد
[ ص: 209 ] والصلة بالماضي
إن تنصروا الله أي: يتجدد لكم نية مستمرة وفعل دائم على نصرة دين الملك الأعظم بإيضاح أدلته وتبيينها وتوهية شبه أهل الباطل وقتالهم، ويكون ذلك خالصا له لا لغيره من النيات الفاسدة المعلولة بطلب الدنيا أو الشهرة بالشجاعة والعلم وطيب الذكر الغضب للأهل وغير ذلك
ينصركم فإنه الناصر لا غيره من عدد أو عدد فيقمع أعداء الدين بأيديكم.
ولما كان النصر قد يكون مع العجز والكسل والجبن والفشل بين أنه يحميهم من ذلك فقال:
ويثبت أقدامكم أي: تثبيتا عظيما بأن يملأ قلوبكم سكينة واطمئنانا وأبدانكم قوة وشجاعة في حال القتل ووقت البحث والجدال، وعند مباشرة جميع الأعمال، فتكونوا عالين [قاهرين] في غاية ما يكون من طيب النفوس وانشراح الصدور ثقة بالله واعتزازا به وإن تمالأ عليكم أهل الأرض.