ولما كان اعتمادهم على الله سببا لفلاحهم؛ قال
فانقلبوا ؛ أي: فكان ذلك سببا لأنهم انقلبوا؛ أي: من الوجه الذي ذهبوا فيه مع النبي - صلى الله عليه وسلم -
بنعمة ؛ وعظمها بإضافتها إلى الاسم الأعظم؛ فقال:
من الله ؛ أي: الذي له الكمال كله؛
وفضل [ ص: 131 ] ؛ أي: من الدنيا ما طاب لهم من طيب الثناء؛ بصدق الوعد؛ ومضاء العزم؛ وعظيم الفناء؛ والجرأة إلى ما نالوه عند ربهم حال كونهم
لم يمسسهم سوء ؛ أي: من العدو الذي خوفوه؛ ولا غيره؛
واتبعوا ؛ أي: مع ذلك؛ بطاعتهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغاية جهدهم؛
رضوان الله ؛ أي: الذي له الجلال والجمال؛ فحازوا أعظم فضله؛
والله ؛ أي: الذي لا كفؤ له؛
ذو فضل عظيم ؛ أي: في الدارين؛ على من يرضيه؛ فستنظرون فوق ما تؤملون؛ فليبشر المجيب؛ ويغتم ويحزن المتخلف؛ ولعظم الأمر كرر الاسم الأعظم كثيرا.