ولما كان التقدير: فكان من تلك النفخة صيحة هائلة ورجة شاملة، فقام الناس عامة من قبورهم، وحصل ما في صدورهم، عطف عليه قوله بيانا لإحاطة العرض:
وجاءت كل نفس [أي] مكلفة [كائنا]
معها سائق يسوقها إلى ما هي كارهة للغاية لعلمه بما قدمت من النقائص
وشهيد يشهد عليها بما عملت، والظاهر من هذا أن السائق لا تعلق [له] بالشهادة أصلا؛ لئلا تقول تلك النفس: إنه خصم، والخصم لا تقبل شهادته، ويقال حينئذ للمفرط في الأعمال في أسلوب التأكيد جريا على ما كان يستحقه إنكاره في الدنيا، وتنبيها على أنه لعظمه مما يحق تأكيده: