من خشي ولم يعد الجار لأنه لا اعتراض قبله كالأول، ونبه على كثرة [خشيته] بقوله:
الرحمن لأنه إذا خاف مع استحضار الرحمة العامة للمطيع والعاصي كان خوفه مع استحضار غيرها أولى، وقال
القشيري: التعبير بذلك
[ ص: 433 ] للإشارة إلى أنها خشية تكون مقرونة بالأنس يعني الرجاء كما هو المشروع، قال: ولذلك لم يقل: "الجبار" أو "القهار" قال: ويقال: الخشية ألطف من الخوف؛ فكأنها قريبة من الهيبة
بالغيب أي: مصاحبا له من غير أن يطلب آية أو أمرا يصير به إلى حد المكاشفة، بل استغنى بالبراهين القاطعة التي منها [أنه] مربوب، فلا بد له من رب، وهو أيضا بيان لبليغ خشيته.
ولما كان النافع من الطاعة الدائم إلى الموت، قال:
وجاء أي: بعد الموت
بقلب منيب أي: راجع إلى الله تعالى بوازع العلم، ولم يقل: بنفس، لطفا بالعصاة؛ لأنهم وإن قصرت نفوسهم لم يكن لها صدق القدم فلهم الأسف بقلوبهم، وصدق الندم.