ولما أخبر بهلاكهم؛ دل عليه بحال من فاعل "تحسب"؛ فقال (تعالى):
ولله ؛ أي: الذي له جميع صفات الكمال؛ وحده؛
ملك السماوات والأرض ؛ أي: لا يقع في فكرهم ذلك؛ والحال أن ملكه محيط بهم؛ وله جميع ما يمكنهم الانحياز إليه؛ وله ما لا تبلغه قدرهم من ملك الخافقين؛ فهو بكل شيء محيط
والله ؛ أي: الذي له جميع العظمة
على كل شيء قدير ؛ وهو شامل القدرة؛ فمن كان في ملكه كان في قبضته؛ ومن كان في قبضته كان عاجزا عن التفصي عما يريد به؛ لأنه الحي القيوم؛ الذي لا إله إلا هو - كما افتتح به السورة.